مع مضي أربعة أشهر فقط من عام 2025، سجلت الشرطة في ميناء أنتويرب رقماً قياسياً جديداً في اعتقالات مهربي المخدرات، حيث بلغ العدد 131 شخصاً، متجاوزاً إجمالي الاعتقالات في عام 2024 بأكمله. من اللافت أيضاً تضاعف عدد القاصرين المتورطين، إذ ارتفع من 16 في عام 2024 إلى 31 في الأشهر الأولى من 2025.
استراتيجية جديدة وتجنيد القاصرين
تشير الشرطة إلى أن الجماعات الإجرامية أصبحت تتعمد استهداف الشباب والفئات الضعيفة للقيام بمهام خطيرة مقابل مبالغ مالية. وقد أدى ذلك إلى تزايد واضح في عدد القاصرين الذين يتم القبض عليهم في محيط الميناء. رغم تعزيز الحضور الشرطي على مدار الساعة، لا تزال العصابات تكيّف أساليبها لتجاوز الرقابة.
في عام 2024، تم تسجيل 128 حالة اعتقال، كان معظمها من المهربين المعروفين باسم "uithalers"، بينما وصل العدد في العام الحالي إلى 131، منهم 129 مهرباً. وتؤكد الشرطة أن هؤلاء القاصرين غالباً ما يكونون غير مدركين تماماً للعقوبات السجنية والغرامات التي تترتب على جرائمهم.
جنسيات المعتقلين ومناطق انتمائهم
تتوزع جنسيات المعتقلين على عدة جنسيات أبرزها الهولندية (61) والبلجيكية (47)، بالإضافة إلى جنسيات ألبانية وفرنسية ومغربية. معظم المعتقلين قدموا من مدينتي روتردام وأنتويرب، إلى جانب آخرين من مناطق مختلفة في هولندا وبلجيكا، وبعضهم لا يمتلك مكان إقامة ثابت.
تعزيز الجهود الأمنية
بعد ظهور ما يعرف بحاويات "طروادة" في نهاية 2023، والتي يتم فيها تهريب مهربين داخل حاويات إلى الميناء، كثفت الشرطة البحرية وجودها. في 2025، أطلقت شرطة أنتويرب 67 تحقيقاً جديداً، معظمها يتعلق بتهريب المخدرات، بينما أطلقت الشرطة الفيدرالية 56 تحقيقاً يستهدف البنية التنظيمية للعصابات.
في ظل استمرار الأزمة، شكلت الشرطة الفيدرالية الأوروبية "يوروبول" فريق عمل مشترك للتصدي لاستغلال القاصرين في الأنشطة الإجرامية، بهدف كبح الظاهرة المتزايدة في ميناء أنتويرب.