يشهد ميناء أنتويربن حالياً تأخيرات غير مسبوقة في معالجة سفن الحاويات، حيث قد تصل فترات الانتظار إلى 44 ساعة، حسب ما أفادت به صحيفة "De Tijd" وأكده مسؤولو "ميناء أنتويربن-بروج". هذه الاضطرابات تعود إلى سلسلة من الأزمات العالمية المتشابكة، مما يعوق بشكل كبير حركة البضائع في واحد من أكبر الموانئ الأوروبية.
من بين الأسباب الرئيسية، التقلبات التي أحدثها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسياساته الجمركية، ما أدى إلى تغير سلوك الشركات في التصدير والاستيراد. فبينما يسرّع بعضهم وتيرة الاستيراد، يختار آخرون التريث، دون إيقاف الإنتاج، ما يتسبب بتكدّس البضائع في الميناء.
كما أن الهجمات المتكررة من الحوثيين في البحر الأحمر دفعت العديد من سفن الشحن إلى تغيير مسارها والإبحار حول القارة الإفريقية، وهي طريق أطول بكثير. وفي أوروبا، تؤثر مستويات المياه المنخفضة في نهر الراين على الملاحة الداخلية، بينما تؤثر الجفاف في أمريكا الوسطى سلبًا على عبور السفن عبر قناة بنما.
إضافة إلى ذلك، ساهم انفصال تحالف النقل البحري بين شركتي Maersk وMSC في تعقيد الأمور، إذ أن سلاسل الإمداد بينهما كانت منسقة بشكل وثيق وأدى تفككها إلى حالة من الارتباك.
وفي ظل هذه التحديات، تحاول إدارة الميناء تخفيف الأزمة عبر تكثيف العمل الليلي وتوسيع رقعة استخدام المساحات المتاحة داخل الميناء، إلى جانب تسريع رقمنة العمليات. وعلى المدى الطويل، يُتوقع أن يسهم مشروع "القدرة الإضافية للحاويات في أنتويربن" (ECA) في حل الأزمة، لكن أولى نتائجه لن تظهر قبل عام 2030.