كشفت دراسة سنوية أجرتها الحكومة الفلمنكية أن ما يقارب نصف (45.8%) الشركات في فلاندرز تعرضت لهجمات إلكترونية العام الماضي. وكانت واحدة من كل عشر هجمات "ناجحة"، حيث تمكن المهاجمون من سرقة بيانات حساسة أو معلومات تجارية، أو حتى ابتزاز الشركات بدفع فدية لاسترجاع البيانات.
مع ازدياد التحول الرقمي في عالم الأعمال، حيث تعتمد المزيد من الشركات على التجارة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية والذكاء الاصطناعي والفوترة الإلكترونية، ارتفعت أيضًا معدلات الهجمات الإلكترونية بشكل ملحوظ. إذ تعرضت واحدة من كل شركتين تقريبًا لهجوم سيبراني في عام 2024.
صرح ماتياس ديبندايل، رئيس وزراء فلاندرز (N-VA): "هذا يبرز الحاجة الملحة لتعزيز الأمن السيبراني في عالم يزداد رقمية."
ضعف في التدابير الأمنية لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة
على الرغم من أن 71% من الشركات تعتقد أنها محمية بشكل جيد ضد الهجمات الإلكترونية، إلا أن الواقع يشير إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تفتقر غالبًا إلى إجراءات وتدابير كافية للحماية. هذا النقص في التدابير الأمنية يجعلها أهدافًا سهلة للمهاجمين.
إشارات إيجابية نحو التحسين
شهدت الفترة الأخيرة بوادر إيجابية، حيث رفعت العديد من الشركات ميزانياتها المخصصة للأمن السيبراني. نصف الشركات أنفقت نفس المبلغ على الأمن السيبراني مقارنة بالعام السابق، فيما زادت النصف الآخر من ميزانياتها في 2024 مقارنةً بعام 2023. كما استفادت المزيد من الشركات من برامج التحسين التي تقدمها الحكومة، حيث استفاد منها 222 شركة في 2024، وهو أربعة أضعاف العدد في العام الذي سبقه.
وأكد ديبندايل: "هذا دليل على أن استراتيجيتنا ناجحة وتلبي احتياجات الشركات بشكل حقيقي."
الأمن السيبراني: ضرورة وليس خيارًا
اختتم رئيس الوزراء تصريحاته بالتأكيد على أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد خيار إضافي، بل أصبح ضرورة لضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على سمعة الشركات وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق. وشدد على أن "فلاندرز الرقمية" يجب أن تكون أيضًا "فلاندرز القوية في الأمن السيبراني".